أقيمت بطولة العالم الخامسة عشرة لكرة السلة للنساء في مدينة ساو باولو بالبرازيلفي الفترة ما بين ال12 وال23 من سبتمبر الماضي، ولم يحقق الفريق الصيني هدف التأهل إلى الدور ربع النهائي الذي وضعه قبل المباريات. ولكن بالنسبة لهذا الفريق الذي يبلغ معدل عمر لاعباته ثلاثا وعشرين سنة فقط، فإن هدفه النهائي هو إحراز نتيجة جيدة في أولمبياد بكين عام 2008. وكانت مباريات البطولة هذه فرصة لاكتسابه خبرات قيمة.
جمعت بطولة العالم باعتبارها أعلى المستويات لكرة السلة للنساء في العالم، العديد من الفرق القوية. وبالنسبة للفريق الصيني حامل لقب البطولة الأسيوية، فقد أوقعته القرعة في مجموعة تشمل الفريق الأمريكي المصنف الأول عالميا والفريق الروسي المصنف الثاني عالميا والفريق النيجيري بطل إفريقيا, وذلك يعني أن مسيرة الفريق الصيني في مباريات المرحلة الأولى كانت صعبة جدا، حيث خسر الفريق الصيني أمام الفريق الأمريكي بنتيجة 72 مقابل 119 في المباراة الأولى، وخسر أمام الفريق الروسي بنتيجة 66 مقابل 86 في المباراة الثانية، وفاز على الفريق النيجيري بنتيجة 71 مقابل 59 في المباراة الثالثة ليتأهل إلى المرحلة الثانية بصعوبة. وكان يجب على الفريق الصيني الفوز على الفريق الفرنسي في المباراة الأخيرة من المرحلة الثانية بأكثر من 15 نقطة، ليستطيع التأهل إلى الدور ربع النهائي، إلا أن الفريق الصيني فاز على الفريق الفرنسي بنتيجة 66 مقابل 64 وهو ما أهل الفريق الفرنسي إلى الدور ربع النهائي.
ورغم أن الفريق الصيني فاز في المباراة الأخيرة من المرحلة الثانية، إلا أنه خسر أمل التأهل وهكذا خرج الفريق الصيني من هذه البطولة. ولكن اللاعبات الصينيات لم يفقدن الثقة وأكدن أنهن حصلن على كثير من الخبرات. ورأت مهاجمة خط الوسط بالفريق الصيني تشن شياو لي أن التنافس مع الفرق الأمريكي والروسي والتشيكي جعلها ترى الفرق بين الفريق الصيني والفرق القوية العالمية، حيث قالت،
"نضرب مثلا بفن استرداد الكرة، أكيد أن قوتنا أضعف من الفريق الأمريكي والفرق الأوروبية، لكن المشكلة هي أن أداءنا في هذا المجال غير مقنع."
كما ذكرت المدافعة مياو لي جيا أن حدة المنافسة في هذه البطولة وخاصة المباراة مع الفريق الفرنسي لم يسبق لها مثيل، حيث قالت: "كنا نفوز بنقاط كثيرة في الماضي، أو نخسر بفارق كبير، وقلما توجد مباراة ظهرت فيها نبيجة متقاربة جدا كتلك المباراة."
في الحقيقة، إن عدم تأهل الفريق الصيني إلى الدور ربع النهائي لم يكن بسبب سوء الأداء، بل أن الفرق المنافسة كانت أقوى كثيرا من الفريق الصيني. وذكر نائب الرئيس الدائم لاتحاد كرة السلة الصيني لي يوان وي الذي تابع مباريات الفريق الصيني في الملعب أن أداء الفتيات الصينيات أرضاه رغم النتيجة المخيبة للامال. حيث قال:
"نظرا لمستوى هذه البطولة، يمكن القول أن فريقنا يستطيع الوقوف مع الفرق المصنفة من الرابعة إلى التاسعة في هذه البطولة، وأرى أنه تقدم كبير. إن أداءنا العام في الهجوم والدفاع جيد وخاصة في الدفاع. وأعتقد أن فريقنا هذا يبشر بالأمل.
ويضيف لي يوان وي أن روح المثابرة التي أظهرها الفريق الصيني في هذه البطولة أثرت فيه كثيرا، وبالإضافة إلى ذلك، وبسبب ارتفاع الامكانيات والأداء، يمكن للفريق الصيني الوقوف ندا قويا للفرق القوية الأوروبية والأمريكية في المباريات، وتلك هي الثمرة الحقيقية للفريق الصيني في هذه البطولة أيضا.
أما المدرب العام الاسترالي للفريق الصيني توم ماهر، فيشعر بالأمل رغم خروج الفريق الصيني من البطولة ويؤكد أن اللاعبات وصلن إلى مستوى جيد نسبيا حيث أصبح بامكانهن التنافس بقوة مع الفرق القوية مثل الفريق الفرنسي والفريق الكوبي، وبالنسبة إلى الفريق الصيني الشاب، فإن هدف هذه البطولة هو جمع خبرات التنافس في المباريات الكبرى خاصة مع الفرق القوية. والآن، وصلنا إلى هذا الهدف.
"تماشيا مع تقن مسيرة المباريات، تقدم فريقنا بشكل ملحوظ لأنها تجربة جديدة بالنسبة إلى لاعباتنا. مثلا، استفادت اللاعبات من مباراة اليوم كيفية مواجهة ضغوط هائلة لم يواجهنها في مباريات الرابطة في داخل البلاد. والآن، أصبح الفريق يتقن أساليب التحكم في سير المباراة وكيفية المحافظة على التفوق وتحقيق الفوز النهائي. لذا، أهنئ لاعباتنا، ليس بسبب بذلهن الجهود في الأشهر الستة الماضية فحسب، بل لأنهن أظهرن نضجا لم أتوقعه في الأسبوع الماضي."
وأضاف ماهر أن هذه البطولة كانت تجربة قيمة، وينبغي أن نفرح لتصنيفنا في المجموعة المشكلة من تلك الفرق القوية، واستفدنا من الفرق المتنافسة معنا درسا جيدا لنا يفيد تطورنا في المستقبل.
وواجه الفريق الصيني بعض المشاكل خلال تلك البطولة، مثل ضعف أجسام اللاعبات مقارنة مع الفرق الأوروبية والأمريكية وبطء التمريرات والعدو والرميات، وأشار نائب الرئيس الدائم لاتحاد كرة السلة الصيني لي يوان وي إلى أن نقص اللاعبات في بعض المواقع أثر على الفريق الصيني في هذه البطولة. واتفق لي يوان وي نع رؤية المدرب العام ماهر، مؤكدا أن قيمة هذه البطولة كبيرة من حيث التجربة، وتجمعت لدينا خبرات لأولمبياد بكين عام 2008. حيث قال:
"خلاصة القول إننا أسفنا لخسارتنا، لكن أرى أن قيمة التجربة كبيرة جدا. وما دمنا نهدف إلى أولمبياد عام 2008، فإن هذه البطولة ارتفاع جيد لمستوى الفريق الصيني."
وهناك فرصة أخرى لاختبار الفريق الصيني للنساء قبل أولمبياد عام 2008 وهي دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة في أواخر هذا العام. ويأمل المدرب العام ماهر أن يحقق الفريق الصيني نتيجة مرضية في دورة الألعاب الآسيوية لأن لقب بطولة دورة الألعاب الآسيوية هو هدف هام أيضا لفريق كرة السلة الصيني للنساء.